كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



ومثال ما نزع منه المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ودليله حالي قوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل} (1) والتقدير: حب العجل (2)، "لأن الماء لا يقال منه: أشرب فلان في قلبه، وإنما يقال ذلك في حب الشيء، فيقال منه: أشرب قلب فلان حب كذا... ولكنه ترك ذكر (الحب) اكتفاء بفهم السامع لمعنى الكلام، إذ كان معلوما أن العجل لا يشرب القلب، وأن الذي يشرب القلب منه حبه" (3).
فتقدير المضاف في الآية دل عليه النظر في المعنى وهو من دلالة الحال على المحذوف، يقول ابن جني: "وربما حذفت المضاف بعد المضاف مكررا، أنسا بالحال ودلالة على موضوع الكلام كقوله عز وجل: {فقبضت قبضة من أثر الرسول} (4)، أي: من أثر حافر فرس الرسول" (5).
2- أمن اللبس:
اللبس أن يفهم غير المراد، أو أن يفهم المراد وغيره لا بقصد الإبهام (6)، واللبس محذور في كل تصرف من القول أحذفا كان أم زيادة، أم تقديما أم تأخيرا لأنه مناف للإبانة التي هي المقصد من الكلام.
وأمن اللبس في نزع الخافض مرهون بإقامة الدليل على المحذوف، وتعين المحذوف عند تعدد الاحتمالات، فلو قام الدليل على أن ثمة حذفا، وبقيت الاحتمالات في تقديره تتجاذبه، كان نزع الخافض عندئذ محذورا.
- - - - - - - - - -
(1) البقرة: 93.
(2) ما قرره الطبري في تفسير الآية هو قول قتادة وأبي العالية والربيع بن أنس.
(3) جامع البيان: 2 /359.
(4) طه: 96.
(5) المحتسب: 1 /290.
(6) ينظر: حاشية ياسين على شرح التصريح: 1 /148، 281.